بدأت المرأة الأهوازية تبرز دورها الاجتماعي أكثر من ذي قبل خاصة خلال السنوات الماضية حيث بدأت الكثير من الفتيات تشارك في تنظيم مختلف الندوات والفعاليات الثقافية والاجتماعية سواء من خلال فعاليات شعبية أو الحضور المؤثر عبر مواقع التواصل والمشاركة في حملات لمناهضة العنف ضد المرأة أو المطالبة بالحقوق الثقافية كحق التعليم بلغة الأم وغيرها.

ورغم كل القيود، تستمر المرأة العربية الاهوازية بالانشطة والفعاليات التي من شأنها أن تساهم في رفع التمييز والاضطهاد ومكافحة التفريس والتلوث البيئي المتعمد وكل المشاريع والسياسات الحكومية التي تحاول القضاء على وجوده وطمس هويته.

وشهدت الساحة الاهوازية خلال السنوات الأخيرة حضورا بارزا للنساء في المظاهرات الشعبية الأخيرة التي عمت أنحاء ايران، وكذلك في التجمعات الاحتجاجية من أجل انقاذ نهر كارون وتجمعات ضد التلوث البيئي وحتى تجمعات من أجل المطالبة بالحفاظ علي التراث العربي في إقليم الأهواز.

في ديسمبر الماضي خرجت أعداد كبيرة من النساء في تظاهرة لآلاف المواطنين العرب في شوارع مدينة الأهواز، تضامنا مع نساء وأهالي قرية الجليزي، شمال الاقليم، والذين تعرضوا لهجوم عنيف من قبل الأمن الإيراني الذي اعتقل 60 شخصا - معظمهم من النساء - عندما قمع بعنف احتجاجهم على مصادرة أراضيهم من قبل الجيش الايراني.

ولكن بينما حتفل الأسرة الدولية في الثامن من مارس / آذار من كل عام باليوم العالمي للمرأة إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس عام 1945 وذلك تخليداً لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909 دعما لحقوق المرأة، يستمر التمييز ضد المرأة الأهوازية كما سائر النساء في ايران من قبل أجهزة النظام القمعية كشرطة الآداب وغيرها من الأجهزة الفاسدة التي تنتهك حرية وحقوق النساء بشعارات واهية.

ويستمر التمييز من قبل السلطات الإيرانية في المناطق العربية المهمشة أكثر من أي مكان آخر حيث أن النظام الاستبدادي الحاكم في إيران والمعادي لتطلعات النساء كان ولايزال العدو الأكبر للمرأة وحقوقها بسبب الخطاب الأيديولوجي وتكريس الاضطهاد والعنف والنظرة الدونية للمرأة تحت شعار الحفاظ على المقدسات الدينية من وجهة نظره.

كما يقوم هذا النظام بتكريس العادات والتقاليد الاجتماعية المتخلفة ويستغلها كغطاء لممارساته القمعية ضد المرأة، حيث يدعي بأنه يحمي هذه العادات والتقاليد من أجل استقرار المجتمع.

ورغم أن  أوضاع المرأة في مجتمعنا العربي الاهوازي قياسا بالعقود الماضية شهد تطورا إيجابيا يمكن رصده في مجالات كثيرة، بدءا من تزايد عدد الطالبات في  المدارس والمعاهد والجامعات مرورا بتزايد تواجدها في الأنشطة الثقافية والاجتماعية كترشيح النساء للمجالس البلدية وكذلك حصولها على فرص عمل في الدوائر الحكومية وغير الحكومية، إضافة الى انخراطها في الاحتجاجات السلمية ضد سياسات التمييز العنصري وخاصة خلال السنوات الأخيرة على وجه الخصوص، لكن أوجه التمييز والحرمان وأشكال العنف اللفظي والجسدي والنفسي لا تزال مستمرة.

كما وبسبب طبيعة النظام السياسي القائم، تحرم النساء في الاهواز  وعموم ايران من الفرص المتكافئة للمشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية من قبل المجتمع بالدرجة الأولى، كما أن العلاقات التقليدية في المجتمع العربي تضع الكثير من العراقيل أمام احقاق حقوق المرأة.

أن منظمة حقوق الانسان الأهوازية إذ تبارك #اليوم_العالمي_للمرأة لكل نساء الأهواز والنساء في العالم عموما، فأنها تدعو الى انهاء العنف الممارس ضد المرأة من قبل المجتمع والسلطة وبشكل كامل. كما تطالب  بانهاء الممارسات التمييزية بدءا من تفضيل المواليد الذكور على الإناث مرورا بحرمان المرأة من حق التعليم والعمل وصولا الى ظاهرة " جرائم الشرف " المرعبة.

منظمة حقوق الانسان الأهوازية

8 آذار/ مارس 2018