عبد النبي قيم

الباحث الاهوازي عبد النبي القيم يقول : "اذا أردت تجعل أحدا بدون هوية، فما عليك ألا أن تسعى إلى تغيير هويته وثقافته عبر الكذب أو التحريف أو أي شيئا آخر " جاء ذلك في مقابلة أجرته معه وكالة " ايسنا " الإيرانية للأنباء وأضاف القيم " لكي تستطيع تزوير تاريخ شعب فما عليك إلا أن تعمل بشكل مستمر من اجل القضاء على هويته الثقافية ، من هنا فقد بذلوا في عهد نظام الشاهنشاهي السابق قصارى جهودهم من اجل تزوير الثقافة العربية والقضاء عليها ، كما أننا و بسبب نقص الكتاب و المتعلمين و المثقفين لم نستطيع كما ينبغي التعريف بهويتنا العربية لشعبنا وحتى لجيلنا الراهن ."

ويضيف الأستاذ القيم، "مما لاشك فيه هناك جهودا قد بذلت من اجل التعريف بالثقافة و الأدب العربي وإشاعتها بين أوساط الشعب العربي الأهوازي ، ولكن لكي تعطي هذه الجهود ثمارها لابد من وجود تنظيمات ومنظمات وغيرها ، لكي تستطيع تامين الجهد المادي لنجاح هذا التبليغ ، لان الجهود الفردية في هذا المجال رغم أهميتها إلا أنها محدودة جدا . ومن المفترض أن تكون شاملة ، مثل التبليغ على المستوى الإذاعي والتلفزيوني ساير وسائل الإعلام الأخرى . وفي هذا المجال هناك كتب و مؤلفات عديدة تخص الثقافة والأدب والعادات و التقاليد العربية ، ولكن لكي تخرج هذه المؤلفات إلى حيز الوجود لابد أن تحضي بدعم وتشجيع الشعب العربي نفسه " المقصود الشعب العربي الاهوازي المترجم " وحول الشعر العربي وانتشاره بين أوساط الشعب العربي الاهوازي قال السيد القيم : أن الشعر يشكل جزء لا ينفصل عن حياة شعبنا العربي ، وله مكانة سامية ورفيعة جدا و يتمتع باحترام خاص ، وان الشعراء العرب يبذلون قصارى جهودهم لطبع إنتاجاتهم الشعرية والأدبية على نفقتهم الخاصة ، وقد اضطروا إلى الاستدانة وحتى أن البعض منهم باع ما لديه من ملكية لطبع كتبه ، مع الإشارة أن المعدل الوسطي للقراءة في البلاد " ايران " منخفض جدا . وان فما بلك نسبة المعدل في منطقة محرومة مثل خوزستان " عربستان المترجم " والذي عدد متعلميها منخفض جدا ولا يشكلون إلا اقليه داخل المجتمع " .

وأضاف السيد القيم " :لابد من التذكير انه خلال العقود الثلاث الماضية وحتى الآن جرت تحركات في مجال التعريف بالثقافة و الآداب و العادات و التقاليد العربية والحفاظ عليها ، و قد تسارعت وتيرة هذه التحركات في السنوات العشرة الأخيرة " ثم وجه القيم ، انتقاده إلى التلفزيون الحكومي لمعالجته التعريف بالثقافة ، قائلا " أن هذا التلفزيون يتحدث فقط عن العادات و التقاليد السائدة في الأرياف النائية في حين أن الغالبة العظمى من السكان العرب يعيشون في المدن ، كما أن التلفزيون في إنجاز برامجه اهمل الأفراد المتخصصين ، وابعدهم عنه لأسباب عديدة ."

وأضاف القيم ي " جب أن لا ننظر إلى الثقافة من الزاوية الأمنية ، فالباحثين الغربين بذلوا المزيد من الجهود في مجال البحث في عادات وتقاليد الشعوب ، وقد سجلوا أبحاثهم على المستوى العالمي ، الثقافة شانها شأن الذهب الخالص لها عيارتها الخاصة، إشاعة الأدب سوف يؤدي إلى يكون لدينا شعبا مثقفا ، لو بذلت عناية خاصة بثقافتنا نحن العرب ، لربما كان بالإمكان التعرف على الكثير من العلل الاجتماعية و بالتالي الإسهام في حلها" ..

لجنة الترجمة مركز دراسات الأهواز


بحث